المدينة المنورة- رياضة تعاني وتنتظر الإنقاذ

المؤلف: سامي المغامسي09.22.2025
المدينة المنورة- رياضة تعاني وتنتظر الإنقاذ

في مسيرتي الصحفية الممتدة لما يقارب ثلاثة عقود، سطّرتُ نصب عيني أهدافًا جمة، وعلى رأسها خدمة المدينة المنورة في شتى الميادين، فهي مهوى الفؤاد ومسقط الرأس، ومربع أجمل ذكريات العمر، ومن صميم هذا العشق، خدمة رياضة المنطقة التي تمثل شريحة عظيمة من شبابنا، وركيزة أساسية في بنائهم وتطويرهم في مختلف مناحي الحياة.

- عايشتُ رياضة المنطقة عن كثب، وغصتُ في أعماق تفاصيلها، وألممتُ بأبرز المعضلات التي تعترض طريقها، وعلى رأسها شُح الموارد المالية، وجمود الفكر الإداري، فالفكر الخلاق هو من يجلب المال، لا العكس.

- زاملتُ العديد من رؤساء أندية المنطقة، ولم يشُ علاقتي بهم أي خلافات شخصية، بل كان جلّ الاختلاف محصورًا في النتائج والأداء، وكم أثنيتُ على إدارات سابقة عملت بأكثر من طاقتها المادية المتاحة، وآثرتُ الحياد، وابتعدتُ عن المناصب الرسمية في إدارات الأندية؛ كي يبقى قلمي حرًا، يسطر دون قيود أو تكلف.

- مقالاتي لم تخرج يومًا عن دائرة النقد البناء والهادف، والبعيد كل البعد عن التجريح الشخصي، ننتقد العمل والإنجاز، لا الأشخاص والذوات، فمنهم من يتقبل هذا النقد بصدر رحب، ومنهم من لا يستسيغه.

- تلقيتُ عتبًا من أحد الزملاء، حين قال: يا صديقي، "أتعبت قلمك!"، وهل ما تكتبه أصلح حال رياضة المدينة أو عالج وضعها؟ فأجبته: الصحفي الحق يكتب بما يمليه عليه ضميره الحي، لا أن يكون مجرد اسم باهت، يراقب الأحداث من بعيد دون أن يحرك ساكنًا.

- للأسف، هناك من الإعلاميين من آثر الصمت والتزم الحياد، وظل متفرجًا على ما يحدث، وهناك من سطر دون تجرد وموضوعية، والحقيقة المرة أن الوضع الحالي لرياضة المدينة لا يرقى لمستوى طموحاتنا وتطلعاتنا.

- أعود لأتحدث عن رياضة المدينة المنورة، وأوجه رسائل صريحة ومباشرة إلى إداراتها: إذا استمر فريق كرة القدم في تدهور النتائج في دوري الدرجة الأولى، فسيكون مصيره الهبوط إلى الدرجة الثانية، وعندها ماذا ستقولون لجماهير المدينة؟ وإذا استمر فريق كرة السلة دون لاعبين أجانب، وممنوعًا من التسجيل، فسيهوي الفريق إلى الدرجة الأولى، وعندها ما هو العذر الذي ستقدمونه للتاريخ، بعد أن كان هذا الفريق بطلاً للخليج، وحقق أكثر من 48 بطولة، وهو رقم يصعب تحقيقه؟

- يجب أن تدركوا قاعدة أساسية: الاستمرار في مناصب إدارات الأندية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعمل الجاد، والنتائج الملموسة، وأصوات الجماهير في المدرجات.

- فالنتائج هي الفيصل وهي التي تحدد الاستمرار أو الرحيل، وبعد هذه الفترة الزمنية التي قضيتموها في إدارة أندية المدينة، يجب أن تسألوا أنفسكم: ماذا قدمتم من نتائج ملموسة، سواء على صعيد كرة القدم أو كرة السلة؟

- ابذلوا قصارى جهدكم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، سواء لفريق كرة القدم الذي يشارك في دوري "يلو" دون لاعبين أجانب بسبب المنع من التسجيل، أو لفريق كرة السلة، "الحقيقة"، الذي لم يمر بمثل هذه الظروف الصعبة من قبل، بعد انتقال جميع نجوم الفريق إلى أندية أخرى.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة